بين الخطيب والساروت ثورة شعب

الكاتب: محمد نور حمدان
المحتوى (النص):
درعا مهد الثورة
بدأت الحكاية من أطفال درعا عندما كتبوا على الجدران مطالبين بإسقاط النظام ثم اشتعلت هذه الثورة عندما تسربت صور لذلك الطفل حمزة الخطيب الذي استشهد على يد جلاديه من النظام وآثار التعذيب الوحشي على كل جزء من أجزاء جسده فأصبح أيقونة للثورة التي امتدت روحها في نفوس الشباب الفطريين الذين اندفعوا رافضين للظلم والاستبداد دون أدلجة أو تحزب في معظم المدن السورية كان جسد حمزة الخطيب ملهما لكثير من الشباب للتحرك ضد الظلم والاستبداد الذي قام به النظام المجرم ولأن النظام لا يعرف إلا لغة الحديد والنار والبطش والاعتقال والتعذيب ولغ أكثر وأكثر في دماء الشباب الطاهرة البريئة التي خرجت سلمية ظناً منه أنه قادر على إخمادها بهذه اللغة ولم يدرك هذا النظام أن العنف لا يولد إلا العنف وأن الفعل لا بد فيه من ردات الفعل ثم تتابعت قوافل الشهداء لشباب وهم في مقتبل العمل يخرجون في المظاهرات السلمية مطالبين بالحرية وبدلا من أن يعودوا إلى منازلهم كانت تختطفهم طلقة قناص أو يد مجرمة أثيمة والأسماء أكثر من أن تعد وتحصى في كل مدينة سورية بل في كل في منطقة سورية تروي لنا حكاية شاب اعتقل أو استشهد أو حرة اغتصبت في المعتقلات وكان ذنبه الوحيد أنه نادى بإسقاط النظام ونادى بالحرية والكرامة .

هذه هي البداية ثم تسلحت الثورة للدفاع عن الأرض والأهل والعرض وبعد أن تحررت معظم أجزاء سورية قام النظام بلعبته الخبيثة واعتقد النظام أنه بتسليح الثورة سيصرف أنظار العالم عنها وسيبعد تعاطفهم معها وصور أن القضية في سوريا هي قضية حرب أهلية بين نظام وعصابات مسلحة خرجت عن الشرعية وقد استطاع النظام خلال السنوات الماضية صرف أنظار العالم عن قضية الشعب الثائر وحاول النظام أن يعيد شرعيته أمام المجتمع الدولي من خلال الترويج بأنه يحارب مجموعات إرهابية في سورية ثم عمل على تدويل القضية من خلال إبعاد الشعب السوري عن التفكير بالقضية وأن الموضوع أصبح دوليا ولا علاقة للشعب به فالشعب أصبح بين مهجر لاجئ يبحث عن حياة آمنة وخائف يترقب الموت في كل لحظة ويتمنى أن تعود سوريا كما كانت قبل عام 2011.
وبينما النظام ينفذ هذه اللعبة الخبيثة على حساب الشعب السوري المسكين الذي أصبح شعبا منقسما متفرقا ضائعا في بلاد اللجوء والمهجر والخيام جاء استشهاد الساروت.

استشهاد الساروت, تذكرة للسوريين.
إن استشهاد الساروت أعاد بنا الذاكرة إلى تلك الأيام التي كانت تخرج فيه الجموع من الشباب تحت علم الثورة السورية هتافها واحد هدفها واحد وهو إسقاط النظام.
الساروت ذلك الشاب الذي رفض قمع النظام وظلمه وإجرامه وخرج مع الجموع الثائرة ليقودها بأغانيه وصوته العذب الذي دخلت بيت كل سوري.
جاء استشهاد الساروت ليذكر المجتمع الدولي أن ثورتنا ثورة خرجت ضد ظالم متجبر خرب البلاد وقتل العباد وليست حربا أهلية كما يصورها النظام.
جاء استشهاد الساروت ليذكر الشباب السوري والأجيال التي نشأت في ظل الثورة ولم تدرك بداياتها ماذا تعني الثورة ولماذا خرجت الشباب عام 2011 وواجهت الرصاص الحي بالهتافات السلمية.


الشعارات وحدها لاتكفي
إن أي ثورة في العالم لا تعيش بالشعارات والدعاوى الرنانة وإنما الثورة تحتاج تضحيات جسام وتتطلب بذل الدماء حتى تنتصر وهذه هي الثورة السورية بعد طول الطريق والسنوات التي مرت والتآمر الدولي على هذا الشعب المسكين تعود إلى الواجهة من جديد لتذكر العالم في الرسالة السامية والقيم التي قامت لأجلها الثورة ولتعلن أنها لن تموت حتى تحقق أهدافها في زوال النظام المجرم وأجهزته القمعية ومؤسساته الأمنية، وحتى تعيش الثورة وتستمر فهي بحاجة لأيقونات وقدوات صادقة تكون رمزا للأجيال القادمة وملهمة لها بالتحرك تلك الأجيال التي عاشت في بلاد الاغتراب والمخيمات وولدت في ظل الثورة والخراب الذي نشره النظام المجرم في جميع أجزاء سوريا.
إن الساروت يمثل كل شاب سوري أراد أن يعيش بكرامة وأراد أن يحيا في دولة عادلة بعيدة عن الظلم والطغيان فقدم روحه ودمه رخيصة من أجل بناء دولة العدل والحرية والكرامة كالكثير من الشباب الذين قدموا أرواحهم في بدايات الثورة وما زالوا يقدمونها في معركة الحرية والعدالة والكرامة.
ستبقى ذكرى الساروت خالدة في وجدان وضمير كل شاب سوري عاش من أجل بناء دولة العدل والحرية والقضاء على نظام الطغيان والظلم والفساد، إن قصة الساروت هي قصة كل شاب سوري عاش من أجل أمته واستشهد من أجل أهله وبلده ففي كل بيت سوري عندنا قصة شبيهة بقصة الساروت والخطيب، من خلال الساروت والشباب الذين استشهدوا قي الثورة سنعلم الشباب والأجيال القادمة ماذا تعني الثورة وماذا تعني التضحية وماذا تعني الشهادة في سبيل الله.
 

دأبت المنظومة الإعلامية لنظام بشار الأسد منذ بداية الثورة السورية ع (...)

قراءة المزيد

"يا حيف.. زخ رصاص على الناس العزّل يا حيف"، أغنية ألهبت حماسة السور (...)

قراءة المزيد

البدايات
رغم أنها لم تستطع الحصول على شهادة تخرّجها من كلّية الج (...)

قراءة المزيد

المحتوى (النص):
في العام 2016 وصل عدد الإذاعات السورية التي تأسس (...)

قراءة المزيد

المحتوى (النص): 
لأن الرسم على الجدران المهدمة جراء القصف ي (...)

قراءة المزيد

الكاتب: محمد نور حمدان
المحتوى (النص):
درعا مهد الثورة
بدأ (...)

قراءة المزيد

المحتوى (النص): 
يعرض فيلم “شبابيك الروح”، لأول مرة، في صال (...)

قراءة المزيد

المحتوى (النص):
نجاح رغم الحصار
بدأت قصة نجاحها الأولى بعد حص (...)

قراءة المزيد

الكاتب: دنيا محمد

المحتوى (النص): 
ربما كانت شمس حورا (...)

قراءة المزيد


فيها أن السلمية لن تنفع، فاختاروا حمل السلاح، وصولًا  إلى (...)

قراءة المزيد