"شبابيك الروح" فيلم عن حكايا الحب والحرب في حلب
المحتوى (النص):
يعرض فيلم “شبابيك الروح”، لأول مرة، في صالة منظمة “بيتنا سوريا” في مدينة غازي عنتاب التركية، الاثنين 28 آذار، بعد أن استغرق تصويره ثلاث سنوات ونصف في مدينة حلب.
ويوصل الفيلم حكاياه بصبغة إنسانية غير مبتذلة، من خلال قصص عايشها كادر مشفى “دار الشفاء” منذ التأسيس وحتى قصفه وتدميره، وهو مشفى ميداني تأسس في حلب بعد تحريرها.
رحلة التصوير في المشفى
وبدأ الصحفي والمصور سيف عزام بتصوير الفيلم في تموز 2012، كنوع من التوثيق للأحداث في المشفى، ويقول “عندما بدأت التصوير لم تكن فكرة الفيلم تخطر في بالي، كنت أصور الحياة اليومية التي يمر بها طاقم المشفى للتوثيق، أنشر جزءًا منه والباقي أحتفظ به بنية الاستفادة منه لاحقًا”.
يذهب الفيلم بعيدًا بخفايا أغفل الإعلام الحديث عنها وراء مشاهد العنف والمأساة السورية في أخطر مدينة في العالم، ويضيف عزام، في حديثٍ إلى عنب بلدي، “ما ميز الفيلم أنه لم يسلط الضوء على إجرام النظام واستهدافه للمشافي، لأنه أمر تكرر كثيرًا في الإعلام، وإنما تناول الجانب الإنساني الذي لا يراه الناس من الحياة اليومية التي عاشها العاملون في المشفى”.
“أحلى أيام الثورة وأصدقها”
ويتحدث الفيلم عن مرحلة من عمر الثورة يعتبرها الناشطون من “أحلى أيام الثورة وأصدقها”، بحسب تعبير عزام، موضحًا “مشفى دار الشفاء لم يكن مشفى عاديًا، ولم أرغب أن تطوى ذاكرته من عمر الثورة، لتبقى مشاهد صغيرة على اليوتيوب ويطويها النسيان”.
“أردت أن أخلد ذكرى المشفى الذي جمع مزيجًا واسعًا من ناس تختلف مناطقهم ولهجاتهم وثقافاتهم”، يقول عزام، مشيرًا إلى بعدٍ آخر يخترقه الفيلم ويكسر به تقاليد التمثيل “أبطال الفيلم يتحدثون بأنفسهم عن حياتهم ومشاعرهم، واللحظات التي عاشوها، اللقطات الحقيقية التي يعرضها الفيلم دون تكلف، توضح مدى تعلقهم وخوفهم ولهفتهم على بعض”.
أسس المشفى الفريق الطبي الذي كان يعمل في مناطق النظام قبل تحول الثورة السورية إلى العمل العسكري، وأشرف الطبيب عثمان الحاج عثمان على تدريب معظم ناشطي حلب على الإسعافات الأولية.
واختار الحاج عثمان مع زملاؤه موقع المشفى في حي الشعار بعد التحرير، لكنه تعرض للقصف المتكرر حتى تهدم بشكل كبير وخرج عن الخدمة في قصف طاله في 21 تموز 2012، وبقيت المشاهد المصورة داخله محفوظة حتى تبلورت فكرة الفيلم قبل سنة وشهرين، لدى مصوره سيف عزام ومخرجه فراس ديبة.
المشفى مليئ بالقصص الحزينة والسعيدة.
“عندما بدأنا بالإعداد للفيلم، شاهدنا التصوير القديم داخل المشفى بكافة تفاصيله، وجمعنا أرشيفًا من الكادر، ثم استمرينا ستة أشهر بدراسة السيناريو وعدّلنا كثيرًا”، يقول الصحفي فراس ديبة، الذي عمل في مجال الصحافة منذ 2001، وبدأ الإخراج التلفزيوني قبل سنتين.
بالنسبة لديبة فإن “أحداث المشفى كانت مادةً غنيةً بقصصها المحزنة والمفرحة، منها قصص حب وزواج وقصف واستشهاد واعتقال وهجرة ونزوح… لم نتمكن من الحديث عن كافة الشخصيات فاضطررنا للتركيز على بعض القصص”.
مواقع التصوير كلها طبيعية دون أي ديكور صناعي، حتى المشاهد المصورة بعد تدمير المشفى، بحسب ديبة، الذي أوضح “أضفنا مشاهد تصويرية في الصيف والخريف الماضيين مع أبطال الفيلم، وحدثونا عن تتمة مشوار حياتهم بعد المشفى، في بيوتهم وأحيائهم ومع سياراتهم”.
طلب المخرج من الشاعر بكري حنيفة أن يكتب ثلاث أغانٍ للفيلم، وتحدث في إحداها عن “شبابيك الروح” في حلب، المصطلح الذي رشحه ديبة ليكون اسم الفيلم إذ يعتبر أن كل شخصيةٍ فيه “شباكًا لروح الثورة”.
شخصيات الفيلم
الشهيدة بشرى شيخو
ممرضة متطوعة، أقامت حفل زفافها في المستشفى وقتلت فيه نتيجة القصف، بعد زفافها بأسبوعين، لكنها استمرت حاضرةً في الفيلم من خلال حديث الآخرين عنها.
الناشطة عهد فستق
وهي الرابط الأساسي بين الشخصيات، كونها شخصية اجتماعية، وعاصرت كل مراحل العمل تقريبًا.
زين العبدالله
من أول المتطوعين في المشفى، كانت تعيش مع عهد، واعتقلها حاجز للنظام بسبب عملها، وأفرج عنها بعد عام وشهرين.
أبو البراء (تركي الحمادي) وزوجته آمنة
تعرفا في المشفى وتزوجا فيه، وما يزالان يتصوران أمام ركامه كل سنة في عيد زواجهما.
حسن فتوح
منشد وممرض، ومؤذن المشفى.